سورة الأنبياء - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


الأقاويل التي يسمعها الحقُّ- سبحانه- مختلفة؛ فَمِنْ خطابِ بعضهم مع بعض، ومن بعضهم مع الحق. والذين يخاطِبون الحقَّ: فَمِنْ سائلٍ يسأل الدنيا، ومِِنْ داعٍ يطلب كرائمَ العُقْبَى، ومِنْ مُثْنٍ يثني على الله لا يقصد شيئاً من الدنيا والعقبى.
ويقال يسمع أنينَ المُذْنبين سِراً عن الخَلْق حَذَراً أن يفتضحوا، ويسمع مناجاةَ العابدين التسبيح إذا تهجدوا، ويسمع شكوى المحبين إذا مَسَّتْهم البُرَحاء فَضَجُّوا من شدة الاشتياق.
ويقال يسمع خطابَ مَنْ يناجيه سِرَّا بسرِّ، وكذلك تسبيح مَنْ يمدحه ويثني عليه بلسان سِرِّه.


نَوَّعُوا ما نسبوا إليه- بعدما نزَّلنا إليه الأمر- من حيث كانوا، ولم يشاهدوا هِمَمَه على الوصف الذي كانوا يصفونه به من صدق في الحال والمقال، وكما قيل:
رمتني بداءها وانسلت...


أخبر أن الله تعالى أجرى سُنَّتَه أن يُعَذِّبَ من كان المعلوم من شأنه أنه لا يؤمن لا في الحال ولا في المآل. وإنَّ هؤلاء الذين كفروا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أمثالُهم في الكفران، وقد حَكَم الحقُّ لهم بالحرمان والخذلان.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8